لحبيب مولاي ادريس
عدد الرسائل : 214 العمر : 28 الموقع : http://www.sidlahbib.ahlamontada.com السٌّمعَة : 0 نقاط : 557 تاريخ التسجيل : 28/08/2008
| موضوع: شيخنا مولاي أحمد الطاهري الخميس 17 يونيو 2010 - 13:27 | |
| https://2img.net/r/ihimizer/img208/8427/27728964.jpg
لقد كان من بين العلماء الذين أثروا تأثيرا واضحا على الحياة العلمية في منطقة توات عالم ظهر في أواخر الثلاثينيات فحمل مشعل العلم الذي كاد ينطفئ وأوصله إلى أجيال بعده سارت على نهجه ونهج أسلافه وهذا العالم يعرف في المنطقة بالشيخ مولاي احمد الطاهري الإدريسي الحسني. - مولده ونسبه: قال الشيخ مولاي عبد الله وهو أخو الشيخ مولاي احمد ومدرسه: ولد أخي النبيل والغطريف الأصيل بالقرية المعروفة بأولاد عبد المولى من نواحي بوجمادة، في محافظة مراكش عام خمس وعشرين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية 1325هـ بعد استقرار والده في قرية أولاد عبد المولى وكان أبوه مولاي عبد المعطي شيخ عصره وفريد دهره آنذاك . أما نسب الشيخ فيعود إلى الشرفاء الأدارسة السباعيين، وهو احمد المعروف بالطاهر بن عبد المعطي بن احمد بن محمد بن عبد المعطي بن علي بن إبراهيم بن يحي بن محمد بن عبد المولى بن عبد الرحمن الغازي بن عمرو بن أعمر بن مولانا عامر المكنى بابي السباع بن إحريز بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن إدريس بن محمد بن يوسف بن زيد بن عبد المنعم بن عبد الواسع بن عبد الدايم بن عمر بن سعيد بن عبد الرحمن بن سالم بن عزوز بن عبد الكريم بن خالد بن سعيد بن عبد الله بن زيد بن رحمون بن زكرياء بن عامر بن محمد بن عبد الحميد بن علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إدريس بن إدريس الأكبر مؤسس الدولة الإدريسية في المغرب الأقصى بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي كرم الله وجهه وأمه فاطمة الزهراء بنت سيد الأولين والآخرين، وهكذا ساق هذا العمود الشريف والعقد النفيس غير واحد من العلماء الأخيار العاملين الأبرار، كالشيخ سيدي محمد المجلسي والإمام المؤرخ الكبير الواعية الشهير الذي انتقلت إليه رياسة التاريخ بلا نكير العلامة أبي زيد بن خلدون، وإمام المحدثين الحافظ السيوطي والعشماوي . أما ابن خلدون فقد ذكر السباعيين في تاريخه الصغير، والسيوطي في تأليفه شجرة الأنساب والعشماوي في مؤلفه المنفرد في ذكر الشرفاء . ونسب الشيخ يعود إلى الأدارسة الذين أسسوا الدولة في المغرب الأقصى ويعود تأسيسها إلى إدريس الأكبر القادم من المدينة المنورة بعد اضطهاد العباسيين لهم فكان ممن نجا من أهله فقصد بلاد المغرب وأسس الدولة عام اثنان وسبعون ومائة 172هـ وتوسع بفتوحاته إلى تلمسان أين كانت قبيلتي مغراوة وبني يفرن . أما كنيته "السباعية" فهي لجده عامر الهامل الذي عاش في القرن الثامن الهجري , والسباعيين استوطنوا الصحراء وتاريخهم على مر العصور حافل بالمآثر التي كانت تصدر من فطاحل العلماء والمجاهدين الذين ابلوا البلاء الحسن في الدفاع عن حوزة الإسلام . وسبب الكنية السباعية هي أن عامر الهامل عندما ذاع صيته واشتهر بين الناس، أرادت قبيلة البرابيش أن تختبر ولايته فأرسلت إليه وفداً من الفرسان حوالي تسعة وتسعين فرحب بهم وأبدى لهم الكثير من البشاشة والإكرام، وقدم لهم الطعام فلم يرضوا بذلك وقالوا لقد قصرت في ضيافتنا ولم تقدرنا حق قدرنا فلما تبين له قصدهم وعرف مرادهم صاح بأعلى صوته "يا ميمون"، فأحاطت بهم السباع من كل جانب وصارت تناوشهم حتى لاذوا به وتلقوا بأذياله وصاروا يتضرعون أن يكف عنهم سباعه فرجعت عنهم السباع فتابوا بعد وأقروا بولايته . - نشأتـه التعليمية: لقد كان الشيخ بعد بروزه لعلم الوجود في حضانة أمه، وكفالة أبيه إلى خمس سنين من عمره ثم توفي والده -رحمه الله-وبعد ذلك تولاه أخوه مولاي عبد الله بن عبد المعطي، الذي كان علامة وباحثا وعلى درجة كبيرة من العلم حتى أصبح سيد العلماء في مراكش وأحوزاها . فبعدما تولاه أخوه رباه على أحسن تربية وأنشأه بالأخلاق الكاملة الزكية فلما رأى فيه علامة النجابة وتوسم فيه الفطانة والحذاقة واللبابة، ابتدأ له تعليم القران الكريم فيما يقرب السبع من السنين وفي العشر من عمره حفظه حفظ إتقان وتوجه لطلب العلم، وقبل مجاوزته الرابعة عشر من العمر تحصل على جملة من فنون العلم بتحقيق ويقين، تفقه في مذهب الإمام مالك بالخصوص، فتمكن فيه بالفروع وأدلتها القاطعة من القياسية والنصوص، فكان له فيه الباع الطويل والمقام العالي الجليل، وهكذا شأنه في جميع أنواع العلوم فكان نحويا بليغا، منطقيا، أصوليا، مفسرا، محدثا، حسابيا، فرضيا، فقيها، ذا علم بالقراءات، وبالجملة فهو بحر ذاخر ولا زال في طلب العلم يخطو خطى بجد واجتهاد حتى انتهى لمقام الإفادة والاستفادة، ولما كان بذي المكانة والمقام تاقت نفسه للسلوك إلى الملك العلام بطريق السادة الصوفية الأعلام فأخذ الطريقة القادرية على أخيه الشيخ الإمام فلقنه إياها وأجازه فيها بالإذن التام وهذه الطريقة خالية من البدع والخرافات والمنكرات والشطحات لا كما يصورها البعض . أما عن ذكر شيوخه فهم متواترين ابتداء من أخيه الشيخ مولاي عبد الله الذي كان يعرف بسيد غالب العلماء في المغرب،وهو يعرف من نفسه التفوق على غيره ويدرك من علماء تلك الناحية أنهم دونه بمراحل فكان يشيد بنفسه تحدثا بنعم الله عليه وكان القضاة والمُفتون هناك يتحامونه، وإذا حضر ألقوا إليه الزمام وأجلسوه في صدر المجلس تفرغ للتدريس والإشراف على مدرسة والده بعد أخيه، حيث شهدت المدرسة في عهده ازدهاراً واسعاً ونشاط علمي كبير . فكما ذكرنا أخذ الشيخ -رحمه الله- العلم عن أخيه الشيخ مولاي عبد الله عن أبيه مولاي عبد المعطي عن احمد بن مبارك الرسموكي عن محمد بن محمد الهلالي، عن الشيخ سيد احمد بن محمد الميموني، عن الشيح سيدي محمد بن يحي، عن الشيح احمد الضحيكي عن الشيح احمد الصوابي عن الشيح سيدي احمد بن محمد بن ناصر الدرعي، عن الشيخ سيدي احمد السكوتي، عن سيدي إبراهيم بن حسان الكودي الكوزاني عن الشيخ سيدي عبد الله الأهواز، عن الشيخ سيدي احمد محمد بن احمد النهرواني، عن والده أبو الفتوح الطاووس عن الشيخ بابا موسى الهواري عن الشيخ بن شاد يخت الفارسي الفرعاني، عن الشيخ أبي لقمان يحيى بن عمار بن مقيل بن شاهان بن معمر الختلاني، عن الشيخ سيدي محمد بن يوسف البربري عن الشيخ يزيد بن محمد بن إسماعيل البخاري عن الشيخ المكي بن إبراهيم عن الشيخ يزيد بن عبيد الله عن الشيخ مسلمة بن الأكوع رضي الله عنه، عن عين الرحمة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه هي السلسلة الطاهرة التي اغترف منها الشيخ علومه وسقي منها وسيظل سقيها إلى حيث شاء الله . - خروجه من المغرب الأقصى إلى توات: ولما تجاوز الثلاثين من عمره غادر المغرب الأقصى وسبب ذلك قيل أن نجمه قد تألق في السياسة وحزب الاستقلال بالمغرب، وصارت كلمته مسموعة في وسط الشعب فطاردته أيادي الاحتلال الفرنسي، فكانت أول محطاته شنجيط بموريتانيا وهناك من يرى بان خروجه من المغرب لم يكن بسبب مطاردة الاستعمار له وإنما لنشر العلم وتقع شنجيط شمال الصحراء الموريتانية، وهي تذخر بالعلم والعلماء وأقام بها حوالي عامين مع أقاربه السباعيين وتصدر في المنطقة للتعليم والتدريس فتخرج على يديه علماء جهابذة نقاد . وكان أول من قابله عند نزوله شنجيط الشاعر الموريتاني محمد سالم بن أبوه اليعقوبي، الذي رحب بمقدمه بأبيات من الشعر فرد عليه الشيخ بأبيات مثلها وكذلك المنطقة بها العديد من السباعيين أصول الشيخ، ويقول تلميذه الشيخ الحاج أمحمد الكنتي أن الشيخ كان يتسمى باسم مخالف لاسمه الأصلي في كل منطقة يدخلها، واتخذ عدة أسماء ففي موريتانيا تسمى باسم أخيه "محمد الصغير" وهو أخوه الأكبر وتسمى في الجزائر باسم مولاي احمد وهو اسم احد إخوته كذلك وذلك بتعمده إخفاء اسمه الحقيقي، وهذا ما يعطي دليل أقوى لسبب خروجه من المغرب وهو مطاردة العدو الفرنسي له ولان المنطقة المغربية كانت كلها تئن تحت وطأة الإستدمار الفرنسي. ونلاحظ أن الشيخ تكلف عناء السفر الطويل الشاق والذي كان عن طريق القوافل والإبل وعبور الصحاري الجرداء القاحلة لهدف واحد هو تعلم العلم وتعليمه وهذا يعبر عن إرادته وعزيمته القوية حيث يعتبر من العلماء المعاصرين الرحالة في وقت كانت فيه الطـرق البرية صعبة السلوك من تواجد قطاع الطرق والاستعمار الذي استولى على المنطقة، فقد قطع مسافات تقدر بآلاف الكيلو مترات، أما محطته الثانية في هذه الرحلة كانت أرض تمبكتو بمالي الآن ، تقع في الطريق المار بين الجزائر باماكو عاصمة مالي والتقى بعلماء أجلاء في هذه المنطقة وتراجعوا بينه في مسائل عديدة ونكت غريبة فأخجلهم شانه، وألجمهم بما انطوى عليه ذهنه وفي النهاية لما فاز عليهم فوزا عظيما وجه لحضرتهم مختبرا لهم مرتجلا بتقريظ من الشعر في مسالة نحوية فاستعصى حلها على الجميع بعد ذالك بين غموضها وإشكالها لبراعته في العلوم. وفي السادس والخمسين والثلاثمائة والآلف من الهجرة خرج الشيح من أرض تمبكتو فارتفق بجماعة منها متوجهين إلى توات وكان ذالك في شهر ربيع الأول وهذا حسب رواية مترجمه وتلميذه سيد الحبيب بن عبد الرحمان في الكتاب الذي ألفه الشيخ مولاي أحمد كتاب الدر المنظوم في شرح مقدمة بن أجروم حيت يرى أن دخول الشيخ توات كان عام 1356هـ . أما الشيخ محمد باي بلعالم وهو تلميذه كذلك يرى أن دخوله لم يكن في عام 1356هـ بل كان عام 1363هـ سنة 1944م والملاحظ أن كلا التاريخين يشوبهما الخطأ لأنهما لم يعتمدا الحجة والأدلة القاطعة لتدعيم رأييهما ويدل هذا على أن المنطقة لم تكن تهتم بالعلم والتاريخ بل كانت تعيش في الجهل وظلماته وانتهى المطاف بالشيخ إلى منطقة توات فكان أول ما دخل إلى منطقة رقان ثم منها إلى سالي وهكذا دأب السلف الصالح في الترحال والبحث ونشر العلم فكان الواحد منهم يسافر ألاف الأميال بحثا عن حديث واحد فقد جاهدوا أنفسهم في سبيل العلم ونشره وفازوا بالهداية
| |
|